غياب الثّلوج يضرب السياحة الموسمية… فهل “تبيّضها” الأيام المقبلة؟
استبشر أصحاب المنتجعات السّياحية في لبنان وخصوصًا تلك الواقعة في المناطق الجبليّة التي تشهد رياضة التزلج خيرًا من أيّام عيدي الميلاد ورأس السنة، التي شهدت إقبالاً لافتًا على مرافقهم، إلّا أنّ المشهد الجميل لم يكتمل، فجاءت الرّياح الدافئة بعكس ما تشتهيه سفنهم، وعوضًا عن مشاهدة الجبال بحلّتها البيضاء، بدا المشهد وكأنّه في فصل الخريف، وهذا ما رتّب خسائر كبيرة على قطاع الفنادق والمنتجعات السّياحيّة.
الجميع لغى حجوزاته بسبب غياب الثّلوج، فالنّاس تأمّلت أن تهطل الثلوج وتتراكم، لكن ذلك لم يحصل بفعل العوامل المناخيّة، وفق ما أكّده المهندس خوسيه خليل، صاحب منتجع في منطقة فاريا، لافتًا إلى أنّ عمل المنتجعات والفنادق في هذه الفترة مقارنة بالأعوام السابقة انخفض 80%، وأشار إلى أنّ الإقفالات التي تحصل جراء تفشّي فايروس كورونا زاد الأمور تعقيدًا، كذلك انهيار العملة الوطنية، إذ إن 75% من الزبائن في هذا الفصل هم من اللّبنانيين المقيمين، وبسبب الوضع المالي والاقتصادي لم يعد هناك قدرة لدى المواطن للنزول في المنتجع وممارسة هوياته في التزلج وغيرها.
ويتأمّل خليل أن تهطل الثّلوج في الأيّام القادمة لكي يعوّض أصحاب المنتجعات والفنادق عن خسائرهم، لأنّه لا أحد يعوّض عن الخسائر إلّا الثلوج، وليس الدولة بطبيعة الحال، كونها لا تعوّض على أحد.
بشرى سارّة لأصحاب المنتجعات والفنادق أعلنها المتخصّص في الأحوال الجوّية الأب إيلي خنيصرعبر “أحوال”، إذ لفت إلى أنّه بعد الثالث عشر من الشهر الحالي هناك منخفض جوّي سيشهده لبنان بعد وصول كتل قطبية باردة، حاملة معها كمّيات كبيرة من الأمطار والثّلوج التي ستلامس الألف ومئة متر، وستتكدّس الثّلوج بشكل أساسيّ على ارتفاع الألف وخمسمئة متر وما فوق.
ولفت الأب خنيصر إلى أنّ هذه الأيام التي نشهد فيها جوّا حارًّا وغيابًا للشتاء ستستمر حتّى الثّالث عشر من الشّهر الحالي، وقد تصل الحرارة إلى 26 درجة على السّاحل، والسّبب هو نشاط التّيارات المدارية الآتية من ليبيا ومصر والسودان ووصلت إلى اليونان وتركيا ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن، أمّا بعد الثّالث عشر من الشّهر الحالي، هناك هبوط حاد في درجات الحرارة نتيجة الكتل القطبيّة لحدود 17 درجة خلال 24 ساعة، وخلالها سنشهد موجات من البرد القارص، وابتداءً من السادس عشر من هذا الشّهر سنشهد تساقطًا للثلوج وهطول كميّات كبيرة من الأمطار.
وحول كلام البعض عن أنّ ما يحصل في لبنان هو موجة تصحّر، لفت الأب خنيصر إلى أنّ هذا الكلام يعدّ تهويلًا، إذ لا يوجد تصحّر على الإطلاق، وأشار إلى أنّ لبنان سبق له وشهد مثل هذه الحالات في عامي 2014 و2016، والأسابيع القادمة ستشهد منخفضات جوّية ستعوّض عن هذه الأيام.
لعلّ الأيّام المقبلة تحمل معها الخير من ثلوجٍ وأمطارٍ، فالذين ينتظرونها ليسوا فقط أصحاب المنتجعات والفنادق وإنما كلّ اللبنانيين الذين يعانون من عوز في المياه، في بلد ينعم بسبعة عشرة نهراً ويقبع على خزّانات ضخمة من الآبار الجوفيّة ولا زال أهله عطاشى، نتيجة سياسات الأمن المائي الفاشلة.
منير قبلان